الهموم اليومية تدمر الحياة
يذكر أن هناك شجرة نبتت قبل أكثر من 400 سنة حتى أصبحت شجرة ضخمة عالية , وقد تعرضت
في حياتها الطويلة إلى كثير من العواصف العاتية والصواعق القوية ....والتي تجاوزتها (14) صاعقة طوال حوالي أربعة قرون متوالية ومع هذا بقيت شامخة صامدة جاثمة بكل كبرياء وعزة... وكأنها جبل عتيد , لا يُعرف من سار عليه أو مشى بجواره .
ثم حدث أن زحفت عليها الهوام والحشرات فما زالت بتلك الشجرة الضخمة تنخر فيها وتقرضها حتى أسقطتها .
يا سبحان الله :
شجرة لم تهزمها العواصف والصواعق بل زادتها
قوة ورسوخاً , ثم تسقط هذه الشجرة بفعل حشرة صغيرة يستطيع الواحد منا أن يسحقها بإصبع واحدة... !!!!
وارى انك توافقني يا أخي أن الكثير منامثل هذه الشجرة , نواجه المصائب الكبيرة والرزايا العظيمة في حياتنا , وذلك بكل شجاعة وصبر واحتساب ثم نسقط حين نستسلم للمشاكل الصغيرة والأحداث التافهة في حياتنا اليومية.
إننا بهذا الأسلوب نتجرع السم القاتل على دفعات مختلفة , نتناوله على شكل أجزاء دقيقة طوال حياتنا اليومية, ونحن لا ندرك خطر ارتفاع نسبة
وكمية السم في أجسامنا حتى تكون لحظة الانهيار الكاملة ..!!
يقول دلي كار ينجي : أننا غالباً مانواجه كوارث الحياة وأحداثها في شجاعة نادرة وصبر جميل , ثم ندع التوافه بعد ذالك تغلبنا على أمرنا...
ثم يذكر قصة الرجل المحكوم عليه بالإعدام والذي لم يلتمس العفو ولم يطلب الرحمة أبداً وإنما كان يرجوا الجلاد والذي سيضرب عنقه أن يبتعد عن منطقة تؤلمه في رقبتهويضربه في مكان أخر.
.والخلاف الشديد على توافه بين مقاتلين يواجهون الموت في درجة حرارة 80 درجة تحت الصفر في القطب الجنوبي... !!!!!
إننا والله بأمس الحاجة إلى الترفع عن التوافه وصغائر الأمور ومحتقراتها التي تصيب البدن بالعلل والأدواء القاتلة وتحول الحياة من نعيم إلى جحيم ومن سعادة وهناء إلى شقاء وكدر , ومن تعاون وإتلاف إلى فرقة واختلاف , ومن إنتاج عريض إلى سباحة عكس التيار , فقد ضاعت الأهداف السامية واختلطت الأوراق وتغيرت الوسائل
يا عجباً ترى أحيانا رجلاً يعجبك في شكله وفي حسن تصرفه, وفي قدراته على إدارة نفسه وإقناع غيره , وينتزع الإعجاب بجلده وصبره وحكمته في الملمات الكبار , ثم يسقط من عينك حين تراه لا يحسن التصرف في أمور بسيطة لو عرضت على غيرة ممن هم اقل في العقل والحكمة لأحسنوا التصرف .
وقد يعتمد الإنسان على ان زلاته لا تعد واخطاؤة لا تحصى فيتصرف غير آبه أو منتبه , وما علم أن الآخرون يعدونها عليه عداً , ويستنتجون منها أفكارا ويعتقدون
أن خلف ذلك نيات غريبة أو أهداف بعيدة .
لذا فإننا مطالبون جميعا بعدم الالتفات لصغائر الأمور ومحقرات الأخطاء , والبعد تماماً عن تضخيم المواقف حتى تحجب ما يجاورها من خير.
إذا كنت في كل الأمور معاتباً
صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحداً أوصل أخاك فإنه
مفارق ذنب مرة ومجانبة
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى
ظمئت وأي الناس تصفوا مشاربه
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها
كفى بالمرء نبلاً أن تعد معائبه
فأحرص على التقاط الصورة الحقيقة للحياة وإياك وسوء التصرف لواقع حياتك وحياة الآخرين , والإحساس الشديد بالكرامة الخاصة والمبادرة الدائمة إلى تفسير المواقف ضدك بأنها احتقار لشخصك واهانة لكرامتك وغيرها من التحليلات الدقيقة والتي تخفي الحقائق وتزين لك التوافه في حياتك
وختاماً
اهمس في إذنك قائلاً لا تكن كشجرة تصمد في وجه العواصف
والصواعق ثم تسقطها حشرة تافهة
اعجبني هذا الطرح الراااائع والقيم فنقلته لكم